صقلية (الرؤيا الاخيرة)

رحلة طويلة المدى ، مع علم من أعلام الأمة ، عبر الصحاري والوديان ، عبر البحار والأنهار ، من أقصى المغرب إلي أقصي المشرق إلي صقلية ، رحلة دارت مع الأزمان ، مع ابن الفرات رحمه الله منذ نشأته وتعلقه بالعلم ، صحبته الرواية في الفلوات ، وركبت مع الأمواج ، وزجت معه في السجن ، وطارت مع علي جناح الشوق إلي طيبة الطيبة – على ساكنها أفضل الصلاة والسلام – ، و ثنت ركبها في حلق العلم ، وأكملت رحلتها إلي أن ارتقت روحه على أبواب سرقوسة الرواية سفر كبير حوت معلومات تاريخية كثيرة ، بدأت برؤيا أربع أقمار ، كانوا محطات في حياة ابن الفرات ، مع بديات الرواية يصدمك ظلام العصور الوسطى في صقلية ، وسيطرة الإمبراطورية البيزنطية علي الجزيرة ، مع نهبها للثروات وهذا ديدنها، ثم ترى ذلك الضوء الخافت الذي يبرق من حين لأخر ، فتهب رياح التغير وتثور الجزيرة ، طارحة نير البيزنطيبن عن كاهلها ، مع الحروب الطاحنة التي لا تصمد أمام الجزيرة ، تبحث عمن ينقذها ، فلا تجد غيرهم ، قادرًا على كسر غطرسة الإمبراطورية